أم كلثوم بنت أبي بكر… بنت الصديق
هي أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق القرشية التيمية، وأمها حبيبة بنت خارجة أخت زيد بن خارجة، وهي أخت عائشة رضي الله عنها الصغري، ليست صحابية فقد ولدت بعد انتقال النبي صلي الله عليه وسلم للرفيق الأعلي كما ولدت بعد وفاة والدها أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
وقال سيدنا أبو بكر الصديق في مرضه الذي سبق وفاته “إني أرى ذات بطن بنت خارجة بنتا” فولدت أم كلثوم بعد موته وكان هذا بعض كراماته رضي الله عنه.
تزوجت طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم أحد المبشرين بالجنة وقتل يوم الجمل في عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وكانت ولدت له زكريا ويوسف الذي مات صغيرا وعائشة بني طلحة.
حياتها مع طلحة بن عبيد الله
كان طلحة أحد صحابة النبي صلي الله عليه وسلم المبشرين بالجنة، وروي عنه أنه أتاه مال من حضرموت سبع مائة الف قال فبات ليلته يتململ فقالت له زوجته يا أبا محمد ما لي أراك منذ الليلة تململ أرابك منا أمر فنعتبك قال لا لنعم زوجة المرء أنت ولكن تفكرت منذ الليلة فقلت ما ظن رجل بربه يبيت وهذا المال عنده في بيته قالت فأين أنت عن بعض أخلاقك قال وما هو قالت إذا أصبحت دعوت بجفان وقصاع فقسمتها على بيوت المهاجرين والأنصار على قدر منازلهم قال فقال لها يرحمك الله إنك ما علمت موفقة ابنة موفق وهي أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق فلما أصبح دعا بجفان وقصاع فقسمها بين المهاجرين والأنصار” فكانت نعم الزوجة التي تعين زوجها علي الخير والصدقة.
رواية طلب عمر للزواج منها
يروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أثناء توليه خلافة المسلمين، أرسل إلي عائشة بنت أبي بكر يطلب الزواج من أم كلثوم فعلمت أم كلثوم ذلك فقالت ” أين المذهب بها عنك؟ فبلغها ذلك فأتت عائشة فقالت: تنكحيني عمر يطعمني الخشب من الطعام إنما أريد فتى يصب من الدنيا صبا والله لئن فعلت لأذهبن أصيحن عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فأرسلت عائشة إلى عمرو بن العاص فقال: أنا أكفيك فدخل على عمر فتحدث عنده ثم قال: يا أمير المؤمنين رأيتك تذكر التزويج؟ قال: نعم قال: من؟ قال: أم كلثوم بنت أبي بكر فقال: يا أمير المؤمنين ما أريك إلا جارية تنعى عليك أباها كل يوم فقال عمر: عائشة أمرتك بهذا فتزوجها طلحة بن عبيد الله”.
وبالرغم من أن هناك تشكيك في تلك الرواية لصغر سن أم كلثوم في ولاية عمر إلا أنها تزوجت كذلك من طلحة في ولاية عمر… والله أعلم، إلا أن أم كلثوم أكدت قاعدة بذلك الأمر هامة، وهي حرية اختيار الزوج وحرية الرفض حيث رفضت أمير المؤمنين لأنها تريد الحياة الدنيا مع عدم الاخلال بالحفاظ علي دينها، فأكرمها الله بالزواج من صحابي من المبشرين بالجنة.
زواجها من عبد الرحمن بن أبي ربيعة
بعد مقتل زوجها في موقعة الجمل، تزوجت من عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة وأنجبت له أربعة أولاد هم “إبراهيم، موسي، أم حميد، أم عثمان”.
ومن غير المعروف توقيت وفاتها.
