الصحابة

البراء بن مالك .. و حب الموت

هو البراء بن مالك بن النضر ، وهو أخ لأنس بن مالك من أم واحدة ، و قد وُلد فى المدينة و عاش بها ، كان أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان معروفاً عن البراء بن مالك شدته فى القتال و تهوره الشديد سعياً منه الى نيل الشهادة فى سبيل الله ، حتى أن عمر بن الخطاب نهى على أن يكون البراء بن مالك قائدا للجيوش حتى لا يندفع و يُهزم المسلمون و هو معروف بتهوره و سعيه للشهادة فى سبيل الله، وقد قال فيه النبي ما روى أنس بن مالك أن رسول الله قال: “كَمْ مِنْ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لاَ يُؤْبَهُ لَهُ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ مِنْهُمْ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ”.

 

البراء مثالاً للأخوة و العطاء
عن أنس بن مالك قال: لقي أبي بن كعب البراء بن مالك فقال: “يا أخي ما تشتهي؟” قال: “سويقا وتمرا” فجاء فأكل حتى شبع فذكر البراء ابن مالك ذلك لرسول الله فقال: “اعلم يا براء أن المرء إذا فعل ذلك بأخيه لوجه الله لا يريد بذلك جزاء ولا شكورا بعث الله إلى منزله عشرة من الملائكة يقدسون الله ويهللونه ويكبرونه ويستغفرون له حولا فإذا كان الحول كتب له مثل عبادة أولئك الملائكة وحق على الله أن يطعمهم من طيبات الجنة في جنة الخلد وملك لا يبيد”.
مواقف جهاده:
1-معركة اليمامة
أحد المواقف البارزة للصحابي الجليل البراء بن مالك كانت فى معركة اليمامة ، حيث كان جيش أبى بكر الصديق بقيادة الصحابى خالد بن الوليد يحارب جيش الردة بقيادة مسيلمة الكذاب ، و كان جيش ابي بكر الصديق قد انتشر فيه الجزع ، فنادى خالد بن الوليد” تكلم يا براء” ، فصاح براء عاليا “يا أهل المدينة، لا مدينة لكم اليوم، إنما هو الله، والجنة” ، و كان ذلك تحذيراً منه للمسلمين ليدركوا أن انهزامهم يعنى ضياع المدينة و وجود الاسلام فى خطر ، فما كان الا ان اندفع المسلمون و ازدادت عزيمتهم ليتقهقر جيش الردة ، فاتجهو الى حديقة كبيرة و احتموا بها اذ كانت ذات أسوار عالية ، فما كان من البراء بن مالك الا أن يضرب احد الامثلة الرائعة فى التضحية و الفداء ، فيطلب من اصحابه أن يحملوه و يلقوه من الجهة المقبلة على جيش الردة ليفتح الباب أو ينال الشهادة فى سبيل الله ، ليقوم بعد ذلك بتسلق السور بنفسه و يفتح الباب للمسلمين ليندفع جيش أبى بكر هازماً جيش الردة و ليفر مسيلمة الكذاب ، و قد نال البراء بن مالك فى تلك المعركة بضع و ثمانون طعنة ، و قد قام القائد خالد بن الوليد بتضميد جراح البراء بنفسه لمدة شهر كامل تكريماً لما فعله.
2-حروب العراق
فى احدى حروب العراق التى كانت بين جيش المسلمين و جيوش الفرس ، كان الفرس يستخدمون سلاسل نارية ، ما يلبثون يلقوها على جيش المسلمين ليلتقطوا بها أحدهم ثم يسحبوه اليهم ، و أثناء المعركة التفت احدى تلك السلاسل حول أنس بن مالك و كاد الفرس أن يفتكو به ، فما كان من البراء بن مالك الا أن يضرب مثالا للشجاعة و التضحية ، فقام بامساك السلسلة النارية بيده و قام بقطعها ، فتحرر أنس بن مالك و نجا بحياته ، و ذابت يد البراء بن مالك حتى اختفى اللحم و الجلد منها و لم يظهر منها الا العظام.
3- معركة تستر و استشهاده
كانت معركة بين جيش المسلمين و جيوش من الفرس و الأهوال ، و اشتدت المعركة و بدأ المسلمون ينكشفون و يتقهقرون ، فقال الناس للبراء ” يا براء أقسم على ربك” فقال “أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم وألحقني بنبي الله” فانتصر جيش المسلمين على الفرس و استشهد البراء بن مالك، ليلقى ربه و نبى الله بعد أن قُتل البراء على يد الهرمزان بعد أن منح الله المسلمين أكتاف الفرس، ليجدو البراء ملقياً على الأرض مدرجا بالدماء ، وسيفه بجواره و يده تمسك بحفنة من التراب المليئة بدمائه، فرحم الله البراء بن مالك و رحم الله شبابنا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لا نستخدم اعلانات مزعجة ، لطفاً يرجى تعطيل مانع الاعلانات ظهور الاعلانات يساعد موقعنا على الاستمرار وتغطية التكاليف