التلوث الإشعاعي

التلوث الاشعاعي
هو أحد أنواع التلوث التى تضر بالبيئة و الإنسان ، بل ويعتبر أخطر انواع التلوث الموجودة ، حيث أن له تأثير كبير ضار على كل ما يحيط به من كائنات حيه ، بل و يمكنه الانتشار لمسافات طويلة و بعيده و يكون من الصعب مقاومته او مكافحته.
و يتكون التلوث الاشعاعى من عدة مصادر مختلفة ، يكون بعضها طبيعيا ، و البعض الآخر ناتج عن الإنسان و مختراعاته، فمثلا من المصادر الطبيعية للتلوث الأشعاعى الأشعة الكونية ، حيث تختلف كمية الاشعاعات بحسب ارتفاع المكان من مستوى سطح البحر و كذلك الموقع الجغرافى ، حيث أنه كلما ارتفعنا 10 الاف قدم فوق مستوى سطح البحر تزيد كمية الاشعاعات الكونية 3 أضعاف ، و لكن بالطبع الغلاف الجوى و طبقة الأوزون يحجبوا عن الأرض معظم الأشعة الصادرة لنا من الكون.
و من مصادر الاشعاع الطبيعية أيضا هى التربة ، حيث تحتوى التربة على نسبة من المواد المشعة ، و تزداد تلك النسبة فى الصخور الجرانيتية عن الصخور الرملية ، و يكون الاشعاع الناتج من التربة من نوعية أشعه جاما حيث تمتص التربة اشعة ألفا و بيتا داخل القشرة الخارجية للتربة ، و أيضا جسم الانسان له دور فى الاشعاع ، حيث ان اعضاء الجسم المختلفة تصدر عنها اشعاعات ضئيلة تختلف من عضو لاخر لاختلاف المركبات الكيميائية به .
أما عن المصادر الصناعية للاشعاع ، فهناك التطبيقات و الأجهزة الطبية ، حيث تعتمد بعض الأجهزة الطبية لتشخيص الأمراض على الاشعاع ، مثل جهاز الأشعة السينية و الذى يعتمد على أشعة اكس ، بل و يتم استخدام الأدوية التى بها نسبة من المواد المشعة لمقاومة الأمراض ، فمثلا اليود المشع يستخدم فى حالات التسمم الدرقى.
و لا نغفل بالطبع المفاعلات النووية و الأسلحة الذرية التى استحدثها الانسان ، فالمفاعلات النووية يتم الان استخدامها بشكل واسع لانتاج كميات كبيرة من الطاقة فى مقابل القليل من المواد المشعة ، لكن تلك المفاعلات ينتج عنها نسبة من الاشعاع تتسرب الى البيئة المحيطة ، و من الكوارث التى قد تحدث انفجار المفاعلات النووية مثل مفاعل تشيرنوبل فى روسيا و المفاعل الأخير فى اليابان ، أما عن الأسلحة الذرية فأول ما تم استخدامها كان فى هيروشيما و نجازاكى و كانت كارثة عالمية بشعة بكل المقاييس ، فالقنبلة الذرية ينتج عنها موجات كهرومغناطيسية تسير بسرعه الضوء بالاضافة الى كميات هائلة من الاشعاع التى تقضى على ما يحيط من الكائنات الحية.
و أضرار التلوث الأشعاعى تصل لكل ما يحيط من عناصر البيئة ، فتتسرب الى المياه لتصل الى الحيوانات و الانسان ، و تنتشر فى الهواء بسرعه كبيرة و لا يمكن مكافحتها ، و ينتج عنها موت الكائنات القريبة و تشوهات فى الكائنات الأبعد قليلا ، بل و تنتقل الصفات الوراثية المشوّهة الى الأجيال القادمة فلا يسلم منها أحد.