القرد زميل البشر في التشريح والمرح والإستيلاء على الأشياء

هذه نظرة تأملية لعالم القرود وعالم البشر ، بعيدا عن روح الغابة المرعبة ، وبعيدا عن نظرية دارون السخيفة.
يصنف علماء الحيوان القرود بجميع أنواعها مع الإنسان في خانة الرئيسيات، وتحتهما تندرج بقية الكائنات الحيةالمعروفة، لكن القرد ظل قادرا على التسلل لملامح البشر وتصرفاتهم وسلوكياتهم، ابتداء من الطريقة التي يقشر بها القرد الفول أو الموز، وانتهاء بالطريقة التي يتقافز بها الإنسان صعودا وهبوطا ، وبالقفز الثلاثي والرباعي، وفنون الجمباز المختلفة، حتى ضاق الأمر بالقرد في عصرنا الحديث ليقف وراء أسوار حدائق الحيوان وفي ساحات السيرك، ومصاحبة حواة الأسواق والشوارع وصيادي الغابات
ويستمتع علماء التشريح بما اكتشفوه من تماثل القرد مع الإنسان في الجهاز الهضمي ، وتكوين الأصابع وحجم المخ ، وديكتاتورية الذكر منها ، ورغبتة في السيطرة على العائلة، كما أن كليهما – القرد والإنسان – شديد المرح والسعادة بالطعام والنقود والنفاق والدفء ومداعبة الذين سيكونون ورثته ، كما أن لهما ولعا بالاستعراض والمعابثة وتصدر الندوات الثقافية !
كما أن بينهما تشابها حتى الدهشة في السلوكيات فكلاهما متشابهان عند التفكيرفي الاستيلاء على أشياء الأصدقاء : الكتب والأقلام وأصابع الموز وحبات الفول والإناث … الخ ، ذلك كله تحصيل لعلاقة تاريخية مزمنة بيننا وبين كل فصائل القرود ، سواء تلك التي لا يزيد حجمها على الجرو ، أو التي تفوق في جرمها مارد الأساطي.
ويعاني القرد الأن في هذا العالم ما يعانيه الإنسان الفاضل تحديدا، من الانقراض ، فقد اجتاح الإنسان عالم الغاب وأشبع أنواع القرود صيدا ، واجتاحته الطبيعة والأوبئة والحرائق قحطا ، وداهمته الحيوانات ذات الأظافر والفصائل الشرسة اقتناصا ، أما الإنسان الفاضل ، فلم يكن حظه بأفضل من زميله القرد الطيب ، فقد اجتاحه أخوه الإنسان شرا وقتلا وحرقا ، وأصبح يعيش أثير الكوابيس يتحسر على الأيام الخوالي.