اليمن أصل العرب لساناً ونسب

أهبط الله نوحا عليه السلام بعد طوفانٍ عارم عم الأرض جميعها ومن تلك السفينة تفرق بنوه ومن معهم في الأرض واتجه كل قبيل منهم إلى جهة من الأرض واتجه جرهم الأول وعاد إلى جنوب جزيرة العرب وفي هذا المنشور سوف أسرد لك أقوال بعض المؤرخين وأولي الأحلام من أعلام الأمة من مفسرين ومؤرخين وباحثين منذ فجر الإسلام حتى ساعتنا وهؤلاء الأعلام من شتى الاقطار – السند والهند والعراقين وما وراء النهر والحجاز ونجد والشام ومصر والمغرب والأندلس – اتفقت أقوال هؤلاء الأعلام على ما يلي:
1-أن اليمنيين (القحطانيين) أصل العرب ولذا يقال لهم العاربة
2-أنهم من نسل هود عليه السلام لا من نسل الخليل عليه السلام فهم أقدم زمنا وعليه جمهور الأمة
3-أنهم أول من تكلم بالعربية وأول من وضع لبناتها الأولى ومنهم انتقلت إلى المستعربة
4- أن الخط العربي وليد خط المسند الحميري ومن اليمن انتقل إلى الحيرة ومن الحيرة إلى طي ومن طي إلى الحجاز
5-أن مصطلح تقسيم العرب إلى عاربة ومستعربة مصطلح إسلامي عربي قديم ورثه الفريقان الأحفاد عن الأجداد فلا غضاضة في استعماله
6- الوقوف مع بعض الشُّبه الواردة في ذلك وما يستشكل في ذلك كحديث: ارموا بني إسماعيل وحديث: أول من نطق بالعربية إسماعيل وكذلك شبهة أن اليمن ليس أصل العرب كونهم كانوا يتكلمون الحميرية وكذلك قولهم: لو كنتم أصل العرب لما احتلكم الفرس الأحباش …وهلم جرا
إلى غير ذلك من الشُّبه التي ستمر معنا ضمن حلقات (اليمن أصل العرب لسانا ونسب) وسوف نناقشها نقاشاً علمياً موثقاً من كتب العدنانية نفسها تكون مقنعة لطالب المعرفة
ولتكن حلقة اليوم المسألة الأولى: اليمن هم العاربة بمعنى العرب الأولى والمستعربة العرب الأخرى
وإليك أدلة ذلك موثقة مؤكدة بداية بكتاب الله العزيز وسنة رسوله ثم مرورا ببعض علماء الحرمين فالشام فالعراق فمصر فالمغرب والأندلس فما وراء النهر فالهند ولم استقص في هذا المنشور أقوال كل بلد وإنما أذكر الأشهر منهم ومن أراد تفاصيل ذلك ففي كتابي اليمن أصل العرب لسانا ونسب
محمد رسول صلى الله عليه وسلم
لتكن بداية التوثيق ممن لا ينطق عن الهوى فقد بين النبي في سنته أن اليمنيين هم العرب القدامى التي سبقت إسماعيل ومنهم تفرقت العرب في المعمورة عن فروة بن مسيك وابن عباس قال قال رجل من القوم : يا رسول الله وما سبأ : أرض هي أم امرأة أم رجل ؟ قال : « ليست بأرض ولا امرأة ، ولكنه رجل ولد عشرة من العرب ، فأما ستة فتيامنوا ، وأما أربعة فتشاءموا ، فأما الذين تشاءموا : فلخم ، وجذام ، وغسان ، وعاملة ، وأما الذين تيامنوا : فالأزد ، وكندة وحمير والأشعريون وأنمار ومذحج.
فقال رجل: يا رسول الله ، وما أنمار ؟ قال : « هم الذين منهم خثعم وبجيلة ». رواه أحمد والطبراني وصححه ابن كثير والألباني
قال ابن كثير في شرح هذا الحديث في تفسيره من سورة سبأ: ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم : كان رجلا من العرب يعني العرب العاربة الذين كانوا قبل الخليل عليه الصلاة والسلام من سلالة سام بن نوح.
وبعد هذا البيان النبوي الكريم عن أن اليمن أصل العرب حيث بين تفرع القبائل العربيه منه ومصداق ذلك في كتاب الله ومزقناهم كل ممزق
أبالله عليكم من نصدق كتاب الله وسنة نبيه أم رعاع الامبيسي
وبعد هذه الإطلالة من الذكر الحكيم والنبي الكريم لنطوف بين طروس العلماء ورثة الأنبياء في هذا الأمر ولتكن البداية من قلب جزيرة العرب فمع:
علماء نجد والحجاز بداية بابن عباس وختاما بصالح آل الشيخ
ابن عباس
روى البخاري في صحيحه (3364) عن ابن عباس وهو يحكي قصة جرهم وإسماعيل قال …. وشب الغلام وتعلم العربية منهم، وأنفسهم وأعجبهم حين شب، فلما أدرك زوجوه امرأة منهم.
قلت: هذا الحديث في صحيح البخاري له حكم الرفع حيث وهو يعزز معنى حديث عروة السابق ولا يعارضه وفيه تنصيص بتعلم إسماعيل العربية من قبيلة جرهم القادمة من اليمن بعد أن كان لا يعلم منها شيئا
ومن قرن النبوة – اختصارا للتطويل- فإلى القرن الثاني عشر ولنستمع إلى:
النجدي
وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب: في مختصر زاد المعاد: وقد قسم المؤرخون العرب إلى ثلاثة أقسام: بائدة وعاربة ومستعربة. أما البائدة فهم الأولى الذين ذهبت عنا تفاصيل أخبارهم لتقادم عهدهم، وعاد وثمود وجرهم الأولى.! وكانت على عهد عاد! فبادوا ودرست أخبارهم. وأما جرهم الثانية فهم من ولد قحطان، وبهم اتصل إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، ولم يبق من ذكر العرب البائدة إلا القليل. وأما العرب العاربة فهم عرب اليمن من ولد قحطان، وأما العرب المستعربة فهم من ولد إسماعيل. انتهى.
ومجاوزة لعلماء ثلاثة قرون نحط رحلنا في قرننا وعلماء عصرنا من بلاد نجد والحجاز ممن قرر هذا التقسيم
الإمام ابن باز
وقال ابن باز في شرح الثلاثة الأصول وقريش من العرب المستعربة التي استعرب لسانها فصار لها لسان عربي واضح … ولهذا يقال لهم العرب العاربة والعرب المستعربة, وهم من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل.
الفوزان
وقال الفوزان في شرح الثلاثة الأصول الثلاثة: والعرب على قسمين في المشهور : العرب العاربة ، وهم القحطانية والعرب المستعربة ، وهم العدنانية من ذرية إسماعيل عليه السلام بن إبراهيم الخليل عليه السلام ، سموا بالمستعربة لأنهم تعلموا العربية من العرب العاربة لما جاءت جرهم ، ونزلوا في مكة عند هاجر أم إسماعيل وابنها إسماعيل وهو صغير لما وجدوا ماء زمزم نزلوا ، واصطلحوا مع هاجر أن ينزلوا عندها ، وأن تسمح لهم أن يستقوا من الماء ، فإسماعيل عليه السلام كان رضيعا في ذلك الوقت ، ثم إنه تربى ونشأ وأخذ العربية عن جرهم وهي من العرب العاربة ، وتزوج من جرهم ، وجاءه ذرية تعلموا العربية ونشئوا مع العرب ، فصاروا عربا مستعربة وهي العدنانية ، أما العاربة فهم القحطانية أصلها من اليمن.
الإمام ابن عثيمين
وقال ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين (3/199) طبعة دار الوطن: ثم ذكر أيضاً من الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر الصحابة بأنهم سيفتحون مصر، وأوصى بأهلها خيراً، وقال: إن لهم رحما وصهراً، وذلك أن هاجر أم إسماعيل سرية إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام كانت من مصر، ولهذا قال ((إن لهم صهراً ورحماً)) ؛ لأنهم أخوال إسماعيل، وإسماعيل هو أبو العرب المستعربة كلها.
صالح آل الشيخ
قال: فإنَّ العرب ما اجتمعت، العرب متفرقة، العرب كانت في اليمن ثم تَفَرَّقَت، والعرب القديمة – العرب العاربة- ثم العرب المستعربة
وقال في شرح الثلاثة الأصول: والمراد بالعرب العرب المستعربة, لأن العرب قسمان عند أهل النسب:
عرب عاربة: وهؤلاء انقرضوا إلاّ قحطان في اليمن.
وعرب مستعرِبة: وهم الذين لم يكونوا أصلا من العرب, لكنهم دخلوا وصاروا عربا بانفتاق لسانهم عن العربية, وبتكلمهم بالعربية
أطلت النفس بسرد بعض أقوال علمائنا في نجد والحجاز ومثلهم في شأن علماء العراق لأن في هاذين الموطنين ولد ربيعة ومضر وهم أكثر من يخوض في هذه المسألة ويتألم منها فيقال لهم هذا كلام علمائنا وعلماؤكم إن كنتم بهم مقتدين ولأهل العلم معظمين
علماء الشام
شيخ الإسلام ابن تيمية
قال ابن تيمية المتوفى سنة 727 في كتابه الرد على المنطقيين (456) : وأما قحطان فقال بعضهم: “هم أيضا من ولد إسماعيل” والصحيح أنهم كانوا موجودين قبل إبراهيم بأرض اليمن ومنهم جرهم الذين سكنوا مكة ومنهم تعلم إسماعيل العربية.
وقال في مجموع الفتاوى (16/191) : ولهذا كان الأنصار أفضل من الطلقاء من قريش وهم ليسوا من ربيعة ولا مضر بل من قحطان. وأكثر الناس على أنهم من ولد هود ليسوا من ولد إبراهيم.
تلميذه الحافظ ابن كثير
ويبين ابن كثيروهو قرشي من صميم قريش يقول في البداية والنهاية يعترف بأنهم مستعربة وأن إسماعيل عليه السلام أخذها من جرهم اليمنية : وأما العرب المستعربة فهم من ولد إسماعيل بن إبراهيم الخليل * وكان إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام أول من تكلم بالعربية وكان قد أخذ كلام العرب من جرهم الذين نزلوا عند أمه هاجر بالحرم كما سيأتي بيانه في موضعه إن شاء الله تعالى
وقال في موضع آخر : وكان قد تعلمها من العرب العاربة الذين نزلوا عندهم بمكة من جرهم والعماليق وأهل اليمن من الأمم المتقدمين من العرب قبل الخليل.
وغيرهم الكثير من علماء الديار الشامية استقصيت أقوالهم في كتاب (اليمن أصل العرب لسانا ونسب)
علماء العراق
أيوب بن القرية
قال أيوب بن القرية المتوفى سنة 84 : اليمن أصل العرب وأصل البيوتان والحسب – انظر حياة الحيوان للدميري
محمد بن السائب الكلبي الكوفي
وفي طبقات ابن سعد عن محمد بن السائب الكلبي المتوفى سنة 146: ويقال إن عمليق أول من تكلم بالعربية حيين ظعنوا من بابل. وكان يقال لهم ولجرهم العرب العاربة.
المسعودي علي بن الحسين البغدادي الهذلي
قال المسعودي المتوفى سنة 346 في أخبار الزمان ص109: فخرج بنو سام لناحية اليمن إلى الشحر وحضرموت ألى آخر خط الاستواء، فمنهم العرب العاربة.
وقال المسعودي في أخبار الزمان ص104 : كان الناس بعد الطوفان مجتمعين بمكان واحد بأرض بابل ولغتهم السريانية ثم تفرقوا فسلك قحطان وعاد وثمود وعملاق، وطسم وجديس طريقا، وألهمهم الله تعالى هذا اللسان العربي فساقتهم الأقدار إلى اليمن فسارت عاد إلى الأحقاف ونزل ثمود ناحية الحجر ونزل جديس اليمامة، ثم شخص طسم فنزل اليمامة مع جديس، ثم شخص عملاق فنزل أرض الحرم، وسار ضخم أرم فنزل الطائف، وسار جرهم فنزل مكة، فهؤلاء ولدهم ونسلهم يسمون العرب العاربة.
وولد إسماعيل يسمون العرب المستعربة لأنهم تعلموا منهم وتكلموا بلغتهم.
الإمام ابن الجوزي عبدالرحمن بن علي البغدادي
وقال ابن الجوزي المتوفى سنة 597هـ في التبصرة (76) طبعة دار الكتب العلمية بيروت قال : وكانت العرب تقول لهم – يعني اليمن – العرب العاربة , لأنه كان لسانهم الذي جبلوا عليه وتقول لبني إسماعيل: العرب المتعربة. لأنهم تكلموا بلسان الأمم الذين سكنوا بين أظهرهم.
الإمام ابن الأثير الجزري
وفي الكامل لابن الأثير المتوفى سنة 630 ما نصه: وكانت العرب تقول لهذه الأمم ولجرهم العرب العاربة. ويقولون لبني إسماعيل العرب المعربة، لأنهم إنما تكلموا بلسان هذه الأمم حين سكنوا بين أظهرهم.
الإمام الألوسي
قال الألوسي في تفسيره: وأما عرب اليمن وهم حمير فالمشهور كما قال ابن ماكولا: إنهم من قحطان واسمه مهزم وهو ابن هود وقيل: أخوه وقيل: من ذريته وقيل: قحطان هو هود وحكى ابن إسحاق وغيره أنه من ذرية إسماعيل والجمهور على أن العرب القحطانية من عرب اليمن وغيرهم ليسوا من ذريته عليه السلام وأن اللغة العربية مطلقا كانت قبله وهي إحدى اللغات التي علمها آدم عليه السلام وكان يتكلم بها وبغيرها أيضا
أبو البقاء الحلي
قال في المناقب المزيدية: قحطان بن عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام وهذا الوجه الذي يقوله أكثر اليمن وعليه يعملون.
ومن علماء ما وراء النهر
المؤرخ ابن جرير الطبري
قال الطبري في التاريخ: وَوَلَدُ إرَمَ بْنِ سَامَ بْنِ نُوحٍ عوصُ بْنُ إِرمَ، وَغَاثِرُ بْنُ إِرمَ، وَحويلُ بْنُ إرمَ فَوَلَدُ عوصِ بْنِ إرمَ غَاثِرُ بْنُ عوصٍ، وَعَادُ بْنُ عوصٍ، وَعُبَيْلُ ابن عوصٍ وَوَلَدُ غَاثِرِ بْنِ إرمَ ثَمُودُ بْنُ غَاثِرٍ، وَجُدَيْسُ بْنُ غَاثِرٍ وَكَانُوا قَوْمًا عَرَبًا يَتَكَلَّمُونَ بِهَذَا اللِّسَانِ الْمُضَرِيِّ، فَكَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُ لِهَذِهِ الأُمَمِ: الْعَرَبُ الْعَارِبَةُ، لأَنَّهُ لِسَانُهُمُ الَّذِي جُبِلُوا عَلَيْهِ، وَيَقُولُونَ لِبَنِي إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ:ا لْعَرَبُ الْمُتَعَرِّبَةُ، لأَنَّهُمْ إِنَّمَا تَكَلَّمُوا بِلِسَانِ هَذِهِ الأُمَمِ حِينَ سَكَنُوا بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ.
فَعَادٌ وَثَمُودُ وَالْعَمَالِيقُ وَأُمَيْمٌ وَجَاسِمٌ وَجُدَيْسٌ وَطَسمٌ هُمُ الْعَرَبُ، فكانت عاد بهذه الرمل إلى حضر موت وَالْيَمَنِ كُلِّهِ، وَكَانَتْ ثَمُودُ بِالْحَجَرِ بَيْنَ الْحِجَازِ وَالشَّامِ إِلَى وَادِي الْقُرَى وَمَا حَوْلَهُ، وَلَحِقَتْ جُدَيْسٌ بِطسمٍ، فَكَانُوا مَعَهُمْ بِالْيَمَامَةِ وَمَا حَوْلَهَا إِلَى الْبَحْرَيْنِ، وَاسْمُ الْيَمَامَةِ إِذْ ذَاكَ جَوٌّ، وَسَكَنَتْ جَاسِمٌ عُمَانَ فَكَانُوا بِهَا.
ابن قتيبة الدينوري
وقال ابن قتيبة المتوفى سنة 276: فنشأ إسماعيل مع أولادهم وتعلّم الرّمى، ونطق بلسانهم، ثم خطب إليهم، فزوّجوه امرأة منهم.
وقال: . وابنه يعرب بن قحطان أوّل من تكلم بالعربية، ونزل أرض اليمن، وهو أبو اليمن كلهم…وكانت جرهم ممن تسكن اليمن وتتكلم بالعربيّة
ومن علماء المغرب والأندلس
البكري عبد الله بن العزيز الأندلسي
وقال البكري المتوفى 487في المسالك والممالك (1/368): ولم يزل اليمن في الدولتين من أرفع الولايات في جلالتها وسعتها وبعد صيتها، وإنّها منازل العرب العاربة ودار الملوك العظام من التبابعة والأقيال والهياطلة والعياهلة.
التلمساني
وقال التلمساني المتوفى سنة 1041هـ في نفح الطيب: واختلف في القحطانية: هل هم من ولد إسماعيل أو من ولد هود، على ما هو معروف، وظاهر صنيع البخاري الأول، والأكثر على خلافه، والقحطانية هم المعروفون باليمانية
الهلالي
وقال محمد تقي الدين الهلالي المغربي المتوفى سنة 1407هـ في كتابه أخلاق الشباب المسلم (31) طبعة الجامعة الإسلامية قال : من المعلوم أن العرب فريقان: العرب العاربة، وهم أبناء يعرب بن قحطان، وهم سكان جنوب الجزيرة العربية, ولهم تاريخ حافل، وآثار قديمة باقية, وقد كانت لهم دول عظيمة عريقة في القدم، كدولة حمير ودولة سبأ ودولة معين.
وأما الشماليون فيسمون العرب المستعربة؛ لأن أباهم إسماعيل لم يكن عربيا في الأصل، وإنما تعلم العربية لأنه نشأ بين العرب في مكة وتزوج منهم، وبارك الله في ذريته كما جاء في سفر التكوين من العهد القديم في الباب السادس عشر
الكتاني
وقال المنتصر الكتاني في تفسيره (2/26) : فأرسل الله إسماعيل إلى قبائل جرهم العربية العاربة، وإسماعيل جد الحجازيين؛ ولذلك يقال عن الحجازيين: العرب المستعربة، فإسماعيل لم يكن أصلاً من العرب، ولكنه جاء على الفطرة لا يعلم كلاماً ولم يسمع اللغة العربيَّة، فنشأ بين العرب العاربة الأصليين، فتعلم لغتهم وفصاحتهم وبلاغتهم، وهكذا كان أولاده من بعده.
أبو بكر الجزائري
وقال العلامة أبو بكر الجزائري في كتابه نداءات أهل الإيمان (155) طبعة مكتبة العلوم والحكم المدينة المنورة قال : وقوله تعالى: {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ} . حث منه تعالى لعباده المؤمنين على أن يلزموا ملة أبيهم إبراهيم عليه السلام، إذ هو أبو إسماعيل وإسماعيل هو أبو العرب المستعربة
علماء مصر الكنانة
القلقشندي أحمد بن علي الفزاري القلقشندي المتوفى سنة821
قال في كتابه عقود الجمان: واعلم أن اليمن كان هو منازل العرب العاربة من عاد، وثمود، وطَسم، وجديس، وأُميم، وجُرهم، وحضرموت، ومَن في معناهم، ثم انتقلت ثمود منهم إلى الحِجْر من أرض الشام، فكانوا به حتى هلكوا، كما ورد به القرآن الكريم.
وهلكت بقايا العاربة باليمن من عاد وغيرهم، وخلفهم فيه بنو قحطان من عابر، فعرفوا بعرب اليمن إلى الآن، وبقوا فيه إلى أن خرج منهم عمرو مزيقياء عند توقّع سيل العَرم
وقال أيضا: وأما غير البائدة وهم الذين حدثوا بعد البائدة وتعاقبوا وتناسلوا، وبقيت بقاياهم إلى الآن، فعلى ثلاثة أقسام: العاربة، وهم بنو قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام. وشذ بعضهم، فقال: قحطان بن الهميسع بن أبين بن نبت ابن إسماعيل عليه السلام.
وقال أيضا: لما نزل إسماعيل مكة، تزوج من جرهم وتعلم لغتهم.
وقال في صبح الأعشى: العرب المستعربة: وهم عدنان من ولد إسماعيل عليه السّلام، على العرب العاربة: وهم بنو قحطان عرب اليمن
المقريزي
ونقل الإجماع المقريزي المؤرخ المصري المتوفي سنة 845هـ في كتابه ضوء الساري في معرفة خبر تميم الداري (ص2) حيث قال: واتفق علماء النسب على
أن العرب من ولد يعرب بن قحطان… وَوجدت أَكثر أهل الْيمن يَقُولُونَ قحطان بن عَابِر وَهُوَ هود بن شالخ بن أرفخشذ بن سَام بن نوح وَيَقُولُونَ نَحن الْعَرَب العاربة نَحن أقدم من إِبْرَاهِيم
وقال: العرب قسمان:
العرب العاربة: وهو العرب العرباء، وأرادوا المبالغة في العربية، وكانوا في الزمن الغابر، والدهر القديم فطالت مددهم في الحياة وامتددت مملكتهم في جميع المعمور من الأرض وبنوا مدينة الإسكندرية، وهي من مصر وسمرقند وإفريقية وعدة مدائن بالشرق والمغرب.
وعمروا آلاف كثيرة من السني وعظمت خلقهم كما ذكرت ذلك في كتاب الخبر عن البشر، وهو المدخل إلى كتاب امتاع الأسماع بما للرسول من الأنباء والأحوال، والحفدة والمتاع صلى الله عليه وسلم.
الإمام السمهودي
وقال السمهودي المتوفى سنة 911 قحطان أول من تكلم بالعربية، وهو والد العرب المتعربة، وأما إسماعيل فهو والد العرب المستعربة، وأما العرب العاربة فكانوا قبل ذلك كعاد وثمود وطسم وجديس وعمليق وغيرهم
ومن علماء الهند
المباركفوري
وقال صفي الرحمن المباركفوري في كتابه الشهير الرحيق المختوم الذي نال به جائزة رابطة العالم الإسلامي (10) : وأما أقوام العرب فقد قسمها المؤرخون إلى ثلاثة أقسام بحسب السلالات التي ينحدرون منها:
1- العرب البائدة:
وهم العرب القدامى الذين لم يمكن الحصول على تفاصيل كافية عن تاريخهم، مثل: عاد وثمود وطسم وجديس وعملاق وسواها.
2- العرب العاربة: وهم العرب المنحدرة من صلب يعرب بن يشجب بن قحطان، وتسمى بالعرب القحطانية.
3- العرب المستعربة: وهي العرب المنحدرة من صلب إسماعيل، وتسمى بالعرب العدنانية.
[2- العرب العاربة:]
أما العرب العاربة- وهي شعب قحطان- فمهدها بلاد اليمن.
وبعد هذه الجولة التاريخية من قرن الإسلام الأول حتى يوم الناس هذا مع بعض علماء الإسلام من جميع الجنسيات والأقطار زادت قناعتنا أن اليمن أصل العرب وتجلى التلبيس والتمهويه والكذب وشاهت تلبيسات يوسف العلاونة وزميله الطوالبة وبارت فسبكات إبراهيم الغامدي وعبدالله العتيبي وكسدت بضاعة خزعل الماجدي وبارت الأقلام المأجورة والتغريدات المأوزورة وتبقى اليمن أصل العرب من طنجة حتى رأس تنورة ومن اليوم من مس تاريخنا نعلنها ضده ثورة بالعلم منصورة وبالبحث والتحقيق مسلحة مأزورة
ختاما أخي المتابع: إن. أردت العجب في غير رجب وأن تضحك من الركب فتابع برنامج (على خطى العرب) لتتعرف على التاريخ المسروق وكمية الكذب وإن أردت نموذجا على ذلك سيجيبك مقدم البرنامج العيد اليحيى : أن الملكة بلقيس من دومة الجندل لا المسكين أن أطفالنا يعلمون مسكنها مأرب كما يحفظون أركان الإسلام.
ثم. لا تسأل اليوم عن كمية الحملات الإعلامية ضد هذه القضية التاريخية واحتقار اليمنيين وتهميشهم وخاصة اختيارهم لذلك في ظل الأوضاع المأساوية ظنا. منهم أننا إذا جعنا للتاريخنا بعنا هب أننا صنعنا ذلك سيفضح الجميع أقلام المسند المزبورة في صحراء شبوة والفاو ومأرب والدوادمي وجبال صنعاء ونجران والشام.
ثم إن صنعنا ذلك فقد خنا أعلام الأمة الإسلامية الذين مضى بعض أقوالهم ليس على سبيل الحصر
ولما علم المزورون قناعة اليمنيين وجمهور العرب من أن قحطان أصل العرب وتقرر لديهم عدم القدرة على ثني جمهور الأمة عن ذلك عندها عملوا بمضمون المثل الشعبي (فجعه بالموت يرضى بالحمى) فقاموا بوضع منشورات مضمونها أن اليمنيين ليسوا عربا أصلا والهدف من ذلك لنتنازل عن أصالة العروبة وجذرها وأبوتها وتعجب حين يتبنى ذلك المدعو: خزعل الماجدي وياليت شعري هل كلمة خزعل عربية ومسمى عربي لخزعل البحث عنها قبل أن ينطح رأسه في أصل العرب
انتظرونا في الحلقة القادمة بمشيئة الله بعنوان ( مراحل تطور لغة العرب من مهدها الأول اليمن حتى نزول القرآن في الحجاز
📗اليمن أصل العرب لسانا ونسب
✍🏿عرفات الفتاحي