الصحابة

الصحابي خباب بن الأرت صاحب اليد الممدودة للسائلين

الصحابي الجليل خباب بن الأرت، صانع السيوف وهو واحد من أوائل المسلمين، واحد من قبيلة تميم وترعرع في مكة المكرمة، وكان ابناً لامرأة تسمي أم أنمار بنت سباع وهناك روايات تحكي أنه كان عبدها، علم بالاسلام في بداية الرسالة فأسرع بالاعلان عن دخوله للدين الجديد بين يدي رسول الله.
واسمه بالكامل هو بن جندلة بن سعد بن خزيمة من بني كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم بن مر بن إد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

عمله وصناعته للسيوف
عمل الخباب بتصنيع السيوف ويبيعها لقريش، وبعد إعلانه لاسلامه حول الكفار الحديد الذي يعمل به إلى سلاسل وقيود يحمونها بالنار ويلفون جسده بها لتعذيبه.

روايته لتعذيبه من الكفار
وكغيره من المسلمين الأوائل فقد تعرض للترهيب ثم للتعذيب من أجل ترك الاسلام إلا أنه قابل ذلك بالرفض التام والثبات علي الدين الاسلامي، وكانت أكبر المعذبين له هي مولاته أم أنمار والتي كانت تقوم بتسخين الحديد حتي تغير لونه للأحمر ثم تطفئها في جسده وتتركها حتي تنطفئ في جسده، وتأكدت تلك الروايات بحديث الصحابي خباب ابن الأرت إلي عمر بن الخطاب والذي قال “يا أمير المؤمنين، انظر إلى ظهري، فنظر عمر، فقال: ما رأيت كاليوم، قال خباب: لقد أوقدت لي نار، وسحبت عليها فما أطفأها إلا ودك ظهري”.

إصراره وترحيبه بالتعذيب
وبعد تهاوي جسده بسبب كثرة التعذيب، لجأ إلي رسول الله “ص” ليدعو له الله ليرفع عنهم هو ومجموعة من المسلمين الأوائل، وقالوا يا رسول الله: ألا تستنصر لنا، فأجابهم الرسول: قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، فما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمَّنَّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون.
فما كان من خباب إلا أن صبر واحتسب.

الله يجبر كسر خباب من أم أنمار
كانت أم أنمار هي واحدة من أولياء الكفر لإصرارها علي تعذيب “خباب” بطرق شيطانية كان أخطرها الحديد المصبوب، ولكن الله عاقبها بنفس طريقة تعذيبها، حيث تؤكد الروايات أنها أصيب بمرض السعار، وهو مرض يصاب به الأشخاص نتيجة عضات الكلاب، ويجعل المرء يعوي مثلها، وكان علاجها الوحيد هي كوي رأسها بالنار.

تصدق خباب بالغالي والنفيس

هاجر خباب إلى المدينة، وآخاه الرسول مع تميم مولى خراس بن الصمة -رضي الله عنهما-، ومن الله علي خباب بالمشاركة في جميع أنواع الغزوات، حتي فتوحات عمر بن الخطاب.
ثم وصل إلي الكوفة واستقر فيها وزهد في الحياة، وكان يتيح ماله لكل المحتاجين والسائلين حتي دون أن يسئلوا، حيث كان يضع أمواله في جانب معروف من البيت مفتوح للجميع.
وتوفي في الكوفة وكان أول من طلب أن يدفن خارج المدينة من المسلمين وبني في مقابر بعيدة عن العامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لا نستخدم اعلانات مزعجة ، لطفاً يرجى تعطيل مانع الاعلانات ظهور الاعلانات يساعد موقعنا على الاستمرار وتغطية التكاليف