مرض السكر الاول والثاني

مرض السكر من الأمراض الشائعة ، لا يضرب فئة معينة من الناس ، وإنما يصيب جميع الفئات العمرية ، من هم فوق سن الأربعين ، ومن هم دونها، حتى الأطفال والرضع، بل والأجنة أيضا لهم نصيب منه.
ظل مرض السكر داء بلا علاج حتى عام 1921م ، وذلك حين اكتشف ” نانتنج ” وزميله
” بست ” هرمون الأنسولين ، فكان ذلك فتحا مبينا في مجال الطب العلاجي آنذاك ، غير أن مرضى السكر لا يزالون يضيقون ذرعا بإبر الأنسولين ، مهما حدث بها من تطور ، ويرونها مزعجة، تسبب الكثير من المضايقات والمضاعفات ، ومع تطور مجال الهندسة الوراثية في السنوات الأخيرة ، بدأت تتفتح آفاق جديدة نحو الشفاء من هذا المرض الخطير.
وينقسم مرض السكر إلى نوعين هما:
الأول – وهو مرض السكر الذي يعتمد على الأنسولين.
ويسمى هذا النوع أيضا بـ ” مرض السكر الطفولي ” ، وهو يصيب الأطفال عادة ويستهدف كذلك فئة الشباب حتى سن الأربعين ، لذلك فهو يستجيب للعلاج عن طريق الأنسولين.
الثاني – وهو مرض السكر الذي لا يعتمد على الأنسولين.
وهو الذي يستهدف الكبار عادة ممن هم فوق سن الأربعين ، وهو لا ينشأ بسبب نقص الأنسولين، ولا بسبب تلف الخلايا الفارزة له ، وإنما بسبب عدم تحسس خلايا الجسم لهذا الهرمون ؛ ولهذا فطرق علاجة تختلف عن طرق علاج النوع الأولين ، فهو لا يعتمد على الأنسولين في علاجه.
وعلى كل فسيقتصر حديثنا في هذه المقالة على النوع الأول ، المعتمد في علاجه على الأنسولين ، والذي يستهدفه علماء الهندسة الوراثية بالبحث والعلاج.
كيف ينشأ هذا النوع من مرض السكر ؟
يعتقد الأطباء أن مرض السكر مرض وراثي ، أي أن ظاهرة مهاجمة الجسم للخلايا البائية تنتقل وراثيا ، غير أن المرض لا يورث بالطرق الجينية والوراثية المعروفة لدى أطباء الجينات ، بل إن المريض يرث عن أبويه الاستعداد للمرض ، وليس المرض نفسه، ومن يرث هذا الاستعداد للمرض يكون أكثر عرضة من غيره للإصابة به.
توجد مجموعة من الأمراض المعروفة طبيا، وتتصف بأن الجسم البشري ، فيها يهاجم أحد أعضائه أو أنسجته ، إذ يقوم الجسم فيها بصنع مضادات أو أجسام مضادة تهاجم ذلك العضو أو النسيج من أنسجته ، وتؤدي إلى إتلافه، ويطلق على هذه المجموعة من الأمراض ” الأمراض ذاتية المناعة “، ويعتقد بشكل كبير وبقوة أن مرض السكر من هذه الأمراض التي فيها الجسم يهاجم نفسه.