مهاتير محمد .. قصة نهضة

يعتبر مهاتير محمد رئيس الوزراء الأسبق واحداً من أعظم القادة السياسين و الأقتصادين فى آسيا بل فى التاريخ أجمع،و هو صاحب الفضل الأول فى نجاح التجربة الماليزية التى وصلت بماليزيا الى واحدة من أقوى الدول الاقتصادية على مستوى العالم فى فترةٍ كان الشعب الماليزى يعانى فيها من الفقر و الخراب.
مولده و حياته
ولد مهاتير محمد فى عام 1925 و درس في كلية السلطان عبد الحميد و التحق بكلية الطب ثم قام بدراسة الشئون الدولية فى جامعة هارفارد، تعتبر البداية الحقيقية لمهاتير محمد فى المجال السياسى هي تأليفه لكتابه “معضلة الملايو” عام 1970 حيث انتقد و بشدة قادة ماليزيا (شعب الملايو) و انتقد فيها كسل شعب الملايو و قد نتج عن ذلك عدة مشاكل مع قادة الحزب لكن ذكاء مهاتير محمد جعله يرتقى فى المناصب حتى وصل الى منصب رئيس الوزراء.
مهاتير محمد و النهضة الماليزية
أما عن كيف نهضت ماليزيا.. فالسر يكمن فى منهج مهاتير محمد و الرؤية التى وضعها ، حيث قام المهاتير محمد بالتركيز على ثلاثة محاور رئيسية : التعليم و الصناعة و المحور الاجتماعى.
أما عن مجال التعليم فقد اهتم المهاتير محمد بشدة بالتعليم ما قبل الابتدائي، و فى المرحلة الثانوية فقد جعل الطلاب تدرس الأدب و الفنون جنبا الى جنب مع العلوم و التكنولوجيا ، و حرص على انشاء عدد من الكليات و المعاهد ليدرس الطلبة العلوم و الهندسة على احدث التقنيات.
و لم تنسى الحكومة الماليزية المرأة و حقها فى التعليم كالرجل ، بل وفرت كافة السبل لتيسير التحاق المرأة الاندونيسية بالتعليم ساعدت فى توفير القروض للآباء لالحاق بناتهم و مساعدتهم.
و فى مجال الصناعة ، اهتم المهاتير محمد بمجال التصنيع خاصةً الحديد و الصلب ، والتوسع فى مجال الالكترونيات و التى تساهم بنسبة كبيرة من الانتاج الماليزى.
ومن أبلغ ما يبين نجاح الأداء الاقتصادي لماليزيا في الفترة المهاتيرية، التوسع الذي حدث في استثمارات القطاع الصناعي، حيث أنشئ أكثر من 15 ألف مشروع صناعي، بإجمالي رأس مال وصل إلى 220 مليار دولار، وقد شكلت المشروعات الأجنبية حوالي 54% من هذه المشاريع، بما يوضح مدى الاطمئنان الذي يحمله المستثمر الأجنبي لماليزيا من ناحية.
مهاتير محمد و نهاية الكفاح
و بعد كل ذلك و بعد النهضة العظيمة التى قام بها المهاتير محمد يأتى قراره الصادم بتخليه عن منصب رئيس الوزراء ، و تخليه عن كامل سلطاته ، لتسود حالة من الحزن حيث كانت ماليزيا فى أعز فتراتها و أكثرها انتعاشاً، تاركاً الفرصة للشباب حتى يساهم فى عملية النهضة و التطوير ، و ذلك بعد أن دام حكمه حوالى 22 سنة ليكون بذلك أكثر حكام شرق آسيا امتداداً فى فترة الحكم.