تعبير

موضوع تعبير عن المودة والتالف

تِلك الغَرِيزة التِي فَطر الله عَليها الخَلق، هِي مِن أجمَل الصّفات التِي قَد نَجِدُها فِي خِضَمّ موضوع تعبير عن المودة والتالف، حيثُ تِلك الفَطائر التِي فَطر الله عليها الناس قَد يحملها الفرد فِي مُعتَرك حَياتِه، حيثُ نَشوب الجَمال مع هذا الخيط الرّفيع، فتارة تَجِد أن المَودّة هِي الأساس في العلاقة ما بين الزوجين، وقد تَجِد تارة أخرى التآلف، وعلى كلا الوجهين فإنّنا لِنَرى ونَسعد بأنْ يَكُون فِي فَيصل هَذا الأمر الكَثِير والكَثِير مِنَ القُوّة والتدبير، وهذه القوة لا إنفاصم لها حيث أشكال وعناصر متنوعة ومُتعددة تتناغم لكي تطرح لنا فيصل الأمر بما نهتم به بشأن موضوع تعبير عن المودة والتالف.

حول موضوع تعبير عن المودة والتالف
أهمية المودة والتآلف
حول موضوع تعبير عن المودة والتالف

نَقِف عَلى نَاصِية موضوع تعبير عن المودة والتالف، ونُدلّل عَلى أهميّة مَا فِيه، حيث وبلا شكّ فإنّ التّعرف على خلجات هذا الأمر مُهمة بدرجة كبيرة جداََ، حيث أنّ للإنسان حاجات يود قضاءها، ومطالب يرجو نفاذها ومصالح يَتمنّى نجاحها وللإنسان ميول وأهواء وشهوات يحاول إرضاءها وإشباعها والتمتع بها وكل من ساعده على قضاء حاجة أحبه ومن وافقه على هواه مال إليه، ومن عاكسه في مصالحه أو صادمه في أهوائه كرهه وأبغضه ونفر منه وباعده، فالحب والبغض من طبيعة الإنسان ومن صفاته المتأصلة الملازمة لا مفر منهما ولا عاصِم، ولم يخل إنسان من حب أو بغض ولن يتجرّد مخلوق من الميل والتأثر، فقد وجد الحب مع أبينا آدم عليه السلام وكان الحب والبغض بين أولاده سبباً في قتال بين قابيل وهابيل وشربت الأرض دم أول قتيل نتيجة حب القاتل لأخت المقتول، فتولد البغض لأخيه وأنتَج جرِيمة القتل، وهكذا يتسلّط الحب والبغض على النفس فتصدر الأعمال تبعاً لهما والأقوال والصفات.

وبلا شك وبناءََ عَلى ما سبق فيصدُر عَن الحُب الائتلاف والمَودّة والتعاون والرحمة، وتقوية الرابطة وتَمكِين الصلة، فتسعد الأفراد والجماعات والأمم، ويَصدر عن البغض القطيعة والهجران والتفرّق والاختلاف والخذلان والقسوة والشدة، وكل حركاتنا وأعمالنا وصفاتنا ناتجة عن الحب والبغض، فيؤلّف الحب بين الزوجين والصديقين والأقارب، وويفرق البغض بين الزوجين والوالد وولده والقادة والزعماء فيُشقيهم ويشقي بلادهم معهم ولقد امتن الله على عباده أن جعل الحب يؤلف بينهم بعد أن صدع البغض بنيانهم قال جل شأنه: (واعتَصِموا بِحَبل الله جميعاً ولا تفرّقوا واذكُروا نِعمة الله عليكم، إذ كُنتم أعداءََ فألّف بَين قُلوبكم فأصبحتم بِنعمتِه إخواناً).

وعَلى الإستمرار في الأمر نُدلّل، ولكن الإنسان يَسير وراء هَواه في حب الناس وبغضهم ويحكم أغراضه وأمياله في الرضا عنهم وكرههم، ولا يوجه حبه وبغضه في وجهة الحق والعقل والدين، فكم من رجل يُحبّ امرأة لجمال جسمها وحده وإن كَانت مجردة من حسن الخلق، وكم من رجل أضاع أهله ونفسه ويضيع شبابه وماله، كم من امرئ يحب شخصاً فاسداً يعلمه الإجرام والمنكر ويسايره على الضلال والمعاصي ويكره شخصاً ينصحه في دينه ويعظه فيه ويرشده للحق، كم من مرؤوس يحب رئيسه لأنه يسهل له الوشاية بزملائه ويسمع لطعنه في إخوانه ويكره الرئيس الحازم الذي لا يسمع الغيبة ولا يرضى النميمة، وكم رئيس يحب المرؤوس المتملق المنافق ويكره الصريح المخلص كم من بيوت خربها الحب الأعمى.

أهمية المودة والتآلف

أشكَال تَلِيها أشكَال والقَائِمة تَطول وتطول في هذا الخضم بمَا نَحمِله مِن أهميّة ودور فعّال لكي يتم الإهتمام بهَذا الخضم بالذات، حيث «ضمّيهما الى صدرك كلما امكن».‏ هذه هي النصيحة التي أسداها بروفسور في علم نفس الأطفال لسيدة سألته عن الطريقة المثلى لتربية توأميها اللذين وضعتهما لتوّها،‏ مختبرة بِذَلك الأمومة للمرة الاولى في حياتها.، وقد أردف البروفسور قائلََا:‏ «ينبغي التعبير عن المحبة والحنان بطرائق عديدة:‏ بالمعانقة والتقبيل مثلا،‏ بتعابير المودة والتفهم والفرح والكرم والمسامحة،‏ وبالتأديب عند اللزوم.‏ فلا يجب أن نَفترِض عَلى الإطلاق أن أولادنا يُدركون محبتنا لهم»، وتثنّي على هذا الرأي كما يبدو تيفاني فيلد،‏ مديرة معهد أبحاث حول تأثير الملامسة في جامعة ميامي بولاية فلوريدا الاميركية،‏ فهي تؤكد قائلة:‏ «اللمسات الحنونة ضرورية لنمو الولد وعافيته،‏ شأنها في ذلك شأن الغذاء والتمارين».‏

ولربّما تسأل وتستفسر عن عديد الأمر، فيظهَر تَساؤل هَل يَحتاج الراشدون أيضََا إلى المودة والحنان؟‏ بكُل تأكيد،‏ فقد استنتج الاختصاصي في علم النفس السريري كلود ستاينر من الابحاث التي قام بها أنّ التَّشجيع بالقول والعمل مُهم جدََا لِخيرنا العاطفي في أي عٌمر كنا،‏ وتذكر الممرضة لورا التي تهتم بمجموعة كبيرة من المسنين:‏ «لاحظت أنّ التعبير عن المودة تجاه المسنين له أعمق الأثر في نفوسهم،‏ فحين تعاملهم بلطف وتَلمسهم لَمسات رقيقة تكسب ثقتهم،‏ فيطيعون توجيهاتك عن طيب خاطر.، كما أنّ مُعاملتهم بتعاطف تُظهِر اعتبارََا لكرامتهم».‏

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لا نستخدم اعلانات مزعجة ، لطفاً يرجى تعطيل مانع الاعلانات ظهور الاعلانات يساعد موقعنا على الاستمرار وتغطية التكاليف