موضوع عن خلق الحياء

كانت الدعوة الإسلامية بداية لإخراج الناس من ظلمات الكفر والجاهلية إلى نور الإيمان وعبادة الله وحده ﻻ شريك له، فقد قامت الرسالة الإسلامية على ترسيخ القيم والأخلاق في نفوس المسلمين منها ترك عبادة الأصنام، وتحريم شرب الخمر ووأد البنات وغيرها الكثير من العادات السيئة التي كانت منتشرة في الجاهلية قبل دخول اﻻسلام، وقد اعتمد الاسلام على التدرج في تغيير هذه العادات حتى ﻻ تسأم النفس البشرية. ان مكارم الاخلاق لها دور بارز في جعل المجتمع صالحا مستقيما، فقد كان الرسول عليه السلام نموذجا حيا على التحلي بمكارم الأخلاق لقول عائشة عنه : ” كان خلقه القرآن” ، فقد تخلق الرسول بخلق الحياء ودعا المسلمين كافة إلى التحلى به لما له من أثر على نفس الفرد وعلى المجتمع. ان الحياء هو الالتزام بكل فعل حسن وترك السيء من الافعال، فهو رأس مكارم الأخلاق، وزينة يتزين بها الانسان المسلم فقد قال رسولنا الحبيب : ” إن لكل دين خلقا، وخلق الإسلام الحياء”
كما أن هناك أنواع للحياء: فمنها الحياء من الله، والحياء من الملائكة، والحياء من الناس، وأخيرا الحياء من النفس، فالحياء يكمن في غض النظر عن ما حرم الله، وهذه تعتبر طريقة مثلى لمجتمع خال من الفساد والجرائم. فقد قال تعالى : “إن الله يستحي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها” وقد قال الرسول -صلي الله عليه وسلم – : “الحياء شعبة من شعب الإيمان” وهذا تعبير واضح على أن الإنسان المؤمن إيمانا حقا ﻻبد وأن يتصف بالحياء في سلوكياته وتعامله مع الآخرين، فالانسان الحيي يغض النظر عن المحرمات، وﻻ يجاهر بالمعصية والذنوب، وﻻ يرفع صوته عند الحديث مع الأكبر منه في العمر، فالحياء نهج يجب عليا اتباعه في حياتنا والسير عليه من أجل مجتمع قوي ومتين ومتماسك.
لقد تغنى الشعراء بهذا الخلق الحسن والصفة الحميدة فقال الشاعر :
حياؤك فاحفظه عليك فإنما.. … ..يدلُّ على فضل الكريم حياؤه
إذا قلَّ ماء الوجه قلَّ حيـاؤه.. … ..ولا خير في وجهٍ إذا قلَّ ماؤه
وقال الإمام الشافعي في وصف الحياء ومن تخلق به :
إذا لم تخـش عـاقبة الليـالي.. … ..ولم تستحِ فاصنع ما تشاءُ
يعيش المرء ما استحيا بخير.. … ..ويبقى العود ما بقي اللحاءُ.